مهرجان واشنطن العاصمة للسينما والفنون الفلسطينية في دورته الخامسة
أفلام حول معاناة الفلسطينيين في الداخل المحتل وفي الشتات
يُفتتح مهرجان واشنطن العاصمة للسينما والفنون الفلسطينية في دورته الخامسة لهذا العام بين 1 و4 تشرين الأول\\أكتوبر في واشنطن العاصمة. وسيتم أثناء المهرجان عرض أفلام تعالج الواقع الفلسطيني في الداخل المحتل وفي المنفى، وستجري مناقشات مع المخرجين المشاركين، كما ستتم نشاطات موسيقية ومحاضرات وأنشطة أدبية وثقافية يشارك فيها مخرجون وموسيقيون وكتاب معروفون.
نبذة عن المهرجان
تأسس مهرجان واشنطن العاصمة للسينما والفنون الفلسطينية سنة 2011 حين قامت مجموعة من النساء الشابات بتأسيسه في واشنطن العاصمة من أجل إنشاء منصة للإبداع الفني للفلسطينيين، وبشكل خاص من خلال السينما ولكن أيضاً من خلال الفن البصري والموسيقا ووسائط أخرى. وقد تم إطلاق المهرجان رسمياً في أيلول\\سبتمبر 2011 وعرض المهرجان أفلاماً مهمة جذبتْ جمهوراً كبيراً مما قدّم الدفع لتنظيمه على أساس سنوي. ومن أجل ضمان استمرارية هذا المشروع الفتي، والذي هو حالياً في عامه الخامس، وسّع الفريق شبكة متطوعيه، وصارت له في واشنطن صفة منظمة غير حكومية.
إن مهرجان واشنطن العاصمة للسينما والفنون الفلسطينية مهرجان سنوي غير ربحي قائم على التطوع يعرض أعمال المخرجين السينمائيين والفنانين الفلسطنييين للجمهور في واشنطن العاصمة والمناطق المجاورة لها. إن القصص التي تُروى من خلال المهرجان تعكس التشكل الدينامي لهوية عابرة للقومية مشتركة بين فلسطينيي الشتات بشكل عام أكثر.
الأفلام المشاركة
الأفلام التي ستُعرض في المهرجان تعالج سلسلة من المسائل كالانتفاضة والتهجير والأعراف الاجتماعية والتأثير السيكولوجي للاحتلال الإسرائيلي، وتضم “المطلوبون الـ 18،” وهو من إخراج عامر شوملي، وشارك في إخراجه المخرج السينمائي الكندي بول كاون الحاصل على جائزة الأوسكار عن فيلمه “فلامنكو”. فاز فيلم “المطلوبون الـ ١٨” بجائزة أفضل فيلم وثائقي من العالم العربي في مهرجان أبو ظبي السينمائي في 2014. ويتناول قصة حقيقية من زمن الانتفاضة الأولى عن أحد أساليب المقاومة التي اتبعها الشعب الفلسطيني في مدينة بيت ساحور. وتدور أحداث القصة حول محاولة سكان المدينة الاعتماد على أنفسهم وإنشاء اقتصاد مستقل عن طريق شراء 18 بقرة لإنتاج حاجتهم من الحليب ومشتقاته المختلفة، لتتحول هذه البقرات إلى خطر أمني يهدد الاحتلال فيطاردهن، وتتحول البقرات إلى مطلوبات للاحتلال الإسرائيلي. واستغرق إنتاج الفيلم ما يقارب خمس سنوات. وسيلي عرض الفيلم نقاش بين المخرج عامر شوملي والجمهور.
”جيرافاضا” فيلم من إخراج راني مصالحة ويتحدث عن ياسين، الطبيب البيطري في حديقة الحيوانات الوحيدة في الضفة الغربية. يعيش وحيداً مع ولده الذي يبلغ عمره عشر سنوات، والذي يطوّر صلة مع زرافتين وحيدتين في حديقة الحيوانات. وحين تحل المأساة بالحيوانات فإن نعمة إنقاذهما الوحيدة تكمن في تل أبيب.
“روشيما” فيلم من إخراج سالم أبو جبل، يتحدث عن يوسف حسن وآمنة أبو فودة وهما زوجان كبيران بالسن يعيشان في كوخ في واد في حيفا. فيلم “روشيما” يتابع معركتهما مع السلطات المحلية، التي تحاول البدء بمشروع شق طريق جديد يتطلب مصادرة وهدم ملكيتهما، مما أدى إلى تهجير حسن وأبو فودة من منزلهما الهادئ.
يتناول الفيلم الوثائقي التجريبي لموريسيو ميسل “هاميولي” رحلة المنفيين الفلسطينيين المتعثرة والمؤلمة وعائلاتهم في تشيلي.
“قوت الحمام” فيلم من إخراج بهاء أبو شنب، ففي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، البرد يزحف. والشوارع التي تقود إلى حاجز يدعى ٣٠٠، الموجود في معبر من بيت لحم إلى القدس فارغة وصامتة. جدار الفصل العنصري يلامس الحاجز؛ رجل القهوة يعد قهوته، بينما قربه، والده الذي فوق الخمسين بدأ بعرض سلعه على ألواخ خشبية كي يرى. الكل ينتظر وصول مئات العمال، وما سيحدث تالياً هو شيء لا تراه الأعين غالباً.
“نون وزيتون” فيلم من إخراج امتياز دياب؛ يتحدث الفيلم عن مراد، وهو مخرج سينمائي يسافر في المناطق الريفية الفلسطينية ويصور أفلاماً. يعبر فيلم “نون وزيتون” عن التناغم الجماعي والمتعة الفنية في وجه الواقع الوحشي للاحتلال.
سيُعرض في المهرجان أيضاً فيلم ميس دروزة “حبيبي بيستناني عند البحر”، وهو فيلم شاعري يوثق الرحلة الأولى للمخرجة السينمائية ميس إلى فلسطين. يستمد الفيلم الإلهام من حياة وعمل وخيال الفنان والمؤلف المرحوم حسن حوراني. يتناول الفيلم الصلات بين الأحلام والواقع، ويثير أسئلة تتعلق بالحياة الطبيعية أو غيابها تحت الاحتلال.
“فيلا توما” فيلم من إخراج سها عراف، يتحدث عن ثلاث فتيات فلسطينيات وهن شقيقات أرستقراطيات وغير متزوجات في رام الله يغلقن الفيلا على أنفسهن كي يتمسكن بعظمتهمن السابقة إلى أن تقلب ابنة أخيهن اليتيمة حياتهن رأساً على عقب.
“المريخ عند شروق الشمس” من إخراج جسيكا هابي يروي قصة حرب شُنّت على الخيال. يصور الفيلم بشكل تجريدي الصراع بين الفنانين على جانبي الحدود العسكرية في إسرائيل، ويستقصي كيف يعيش ذهن إبداعي قوي ويزدهر حتى تحت الضغط. وهذا هو أول فيلم روائي طويل للمخرجة.
فيلم “بايونير هاي” لسها عراج يتحدث عن هالا التي كانت في السابعة عشرة من عمرها حين هاجرت في كانون الثاني 1969 مع أسرتها من فلسطين إلى ميشيغان ودخلت مدرسة ثانوية عامة لا تستطيع فيها الفتيات ارتداء بنطلونات. بلغتها الإنكليزية المحدودة، تتحدى هالا القوانين بشكل متكرر وتلبس البنطلون كل يوم. في النهاية، ودون أن تدري، أو ربما وهي تدري، أشعلت ثورة في مدرستها الجديدة.
أنشطة أدبية باللغة العربية للمرة الأولى
تشارك في المهرجان أيضاً الكاتبة الفلسطينية سعاد العامري، مؤلفة الرواية الشهيرة “شارون وحماتي”، وهي مهندسة معمارية فلسطينية وكاتبة وحكواتية، وستتحدث عن كتابها الأخير “غولدا نامت هنا”، وعملها في هندسة العمارة من خلال منظمة رواق. سيلي ذلك حفل توقيع للكتاب.
تشارك الروائية الفلسطينية ابتسام عازم في المهرجان من خلال قراءة بالعربية من روايتها الثانية “سفر الاختفاء“، وابتسام هي محررة القسم العربي في جدلية، ومراسلة جريدة “العربي الجديد” في نيويورك، وسيلي ذلك حفل توقيع للرواية. وتعد هذه المشاركة الأولى باللغة العربية في المهرجان.
وستتحدث اللاجئة الفلسطينية إيمان محمد أيضاً في المهرجان عن مهنتها كصحفية مصورة. ولدت إيمان في المملكة العربية السعودية وتعلمت في غزة حيث بدأت عملها كمصورة صحفية في سن التاسعة عشرة. وانتقل عمل إيمان من تغطية القصف الإسرائيلي لغزة بأسلوب خبري قاس إلى سلاسل أطول عن مسائل إنسانية حساسة، وستدير النقاش الكاتبة ليلى الحداد.
المفاجأة الموسيقية للمهرجان
المفاجأة الموسيقية في المهرجان نتاج جهد تعاوني مثمر بين معدي المهرجان وملتيفلورا للإنتاج حيث ستجتمع التأثيرات العراقية والفلسطينية من خلال رحيم الحاج الفنان المبدع وعازف العود والمؤلف الموسيقي والذي يعد من أفضل عازفي العود في العالم، وونيس زعرور وهو مؤلف وعازف بزق وعازف كمان ومربي فلسطيني. رحيم سيفتتح الليلة بعزف منفرد على العود فيما سيختتمها ونيس بعزف يشارك فيه طاقم بسبع آلات موسيقية حيث سيقوم بالأداء أيضاً عازف الكلارينيت أثاناسيوس جي. أثناناسيدياس وإليزابيث دياز على الفلوت.